تطوير وإعادة صياغة مفهوم قطاع التموينات
أبرز ملامح مشاركة مكاتفة في الحدث الافتراضي “إعادة تشكيل قطاع التجزئة” التابع لمجموعة قادة قطاع التجزئة العالمي
شهدت جميع القطاعات تغييرات وتحديات وكذلك نمواّ غير مسبوق خلال عام 2020، ولم يكن قطاع التجزئة استثناء في هذا المجال حيث أعيد تشكيل الثقافات وطرق العمل الخاصة بهذا القطاع بصورة لم يسبق لها مثيل جراء جائحة كوفيد-19 ما أثر بدروه على الطريقة التي نتسوق بها. فقد أسفر كل من تحول المستهلكين عن الخروج لتناول الطعام نظراُ لقيود الإغلاق فضلاً عن توجه محلات البقالة نحو تقديم منتجات إضافية للمستهلكين وعدم الاقتصار على المنتجات الغذائية عن تغييرات جذرية في قطاع التموينات.
وفي ظل الاستراتيجيات الحيوية المتعلقة بتعزيز توظيف الإناث في القطاع، والتجارة الإلكترونية، والتوافق بصورة عامة مع رؤية السعودية 2030 كان قطاع التموينات في المملكة العربية السعودية قادراً على مواكبة هذه التغييرات بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استدامة في المملكة.
جمع الحدث الذي عقد تحت عنوان “إعادة تشكيل قطاع التجزئة” التابع لمجموعة قادة قطاع التجزئة العالمي أبرز القادة في هذا المجال عبر الفضاء الإلكتروني حيث تمت مناقشة جميع هذه الأفكار والتغييرات التي شهدتها القطاعات خلال عام 2020 بصورة تفصيلية. خلال الحدث، شارك كل من المؤسس والرئيس التنفيذي لجمعية مكاتفة الأمير وليد بن ناصر، بالإضافة إلى السيد أحمد بن داود الرئيس التنفيذي لمجموعة بن داود القابضة رؤيتيهما حول واقع القطاع في حوار أداره السيد سيريل فابري كبير الشركاء في مكاتب شركة Bain & Company العالمية للاستشارات في منطقة الشرق الأوسط.
يتضمن هذا المقال ملخصاً لأبرز ما تضمنته هذه الجلسة النقاشية والتي تمحورت حول التجارة الإلكترونية، والتوطين، وتوظيف الإناث ما يقود مع توافق متكامل مع رؤية السعودية 2030.
التجارة الإلكترونية
في ظل إدراك المشاركين في الجلسة للتأثيرات التي خلفتها جائحة كوفيد-19 على سلوك المستهلكين فقد شددوا على أن جميع العلامات التجارية دون استثناء يتعين عليها أن تسارع نحو تبني أدوات التجارة الإلكترونية لتتمكن من الاستمرار في المنافسة وتلبية احتياجات المستهلكين.
في هذا الإطار أشار بن داود قائلاً ” بالنظر إلى التغييرات الاستثنائية تبرز الحاجة لتوظيف أفضل الممارسات لتوفير البضائع للمستهلكين وتحسين الخدمة كي تتمكن الشركات من النجاح”.
أظهر التوسع في التجارة الإلكترونية على مدار هذه الجائحة أهمية تزويد المستهلكين بتجربة مريحة ومعلومات شاملة عن المنتجات بوصفها أهم مكونات قطاع التجزئة خصوصاً في ظل حرص المستهلكين على استخدام وقتهم بصورة مختلفة خلال الجائحة حيث كانوا يميلون إلى العلامات التجارية التي تتسم بالشفافية وسهولة الوصول إلى منتجاتها.
لعبت التجارة الإلكترونية دوراً محورياً في نجاح قطاع التموينات وتمكينه من الاستمرار خلال الجائحة، وعلى الرغم من أهمية التجارة الإلكترونية للقطاع خلال العام الماضي إلا أنه وبحسب الأمير وليد بن ناصر فإن توطين القطاع وتوظيف الإناث سيكونان العاملين الأساسيين لتطور القطاع خلال العام المقبل.
التوطين وتوظيف الإناث
يعتمد تطوير القطاع وإعادة تشكيله على توظيف السعوديين خصوصاً في المناصب الإدارية، وفي هذا السياق استعرض الأمير وليد برنامج التوطين الهادف لتخصيص 50% من المناصب الإدارية في قطاع التموينات للسعوديين مع التركيز على استقطاب الإناث.
حول هذه النقطة أوضح الأمير وليد قائلاً: “لا زال أمامنا شوط طويل من التكاليف التشغيلية والتشريعات الهادفة لإحداث التغيير المطلوب في قطاع التموينات إلا أن هذا العام سيكون مميزاً لهذا القطاع”.
وتوافقاً مع هذه الجهود سيتم عقد برنامج تدريبي مدعوم ومجاني يستهدف 10000 من الإناث لتعزيز مهاراتهنّ وقدراتهنّ وتوفير فرص حقيقية لهنّ للانضمام إلى القطاع.
من جهته علق بن داود قائلاً :” لم يكن 50% من السكان (النساء) يساهمون في الاقتصاد، ولكن في ظل الجهود الحالية لتمكين النساء فإننا نمضي بثبان نحو إتاحة الفرصة لهذه الفئة من إطلاق إمكانياتها لنمو الاقتصاد”.
يعد تمكين النساء من إطلاق إمكانياتهنّ واحدة من أولويات رؤية 2030 التي ستلعب دوراً محورياً في تحقيق النجاح المطلوب على جميع الأصعدة في السعودية.
التوافق مع رؤية 2030
تمضي المملكة بثبات نحو تحقيق رؤية 2030 في جميع القطاعات وخصوصاً التموينات، حيث إن التحول والتطور الذي شهده القطاع خلال العام الماضي يعد استثنائياُ وإنجازاُ في فترة قياسية. فقد استطاع القطاع أن يتكيف مع نماذج التجارة الإلكترونية، وتوظيف السعوديين والإناث، بالإضافة إلى التقدم تحت مظلة 2030 ما أثبت نجاحه بصورة كبيرة.
“كان من المفترض أن يكون 2020 هو العام الذي يشهد نمو قطاع التموينات، لكن عام 2021 سيشهد تغييرات على مستويات مختلفة خصوصاً من خلال التشريعات التي يتم تطويرها للإسهام في خلق مسار مميز نحو المستقبل لقطاع التموينات”.
تظهر مشاركتنا في مثل هذه الأحداث بأنه على الرغم من الأحداث الطارئة وغير المسبوقة التي تؤثر على طريقة حياتنا فإننا كبشر دائماً قادرون على الاستمرار وإيجاد طرق جديدة لاستكمال أعمالنا. بل إن هذه الجائحة شكلت فرصة لتطوير هذا القطاع بطريقة لم تكن واردة قبل ذلك.
فقبل عام 2020 لم يكون التسوق لشراء البقالة عبر الإنترنت وارداً، لذلك السؤال الآن هو أية تغييرات أخرى تنتظرنا؟ لكننا نتطلع لنواكب هذه التغييرات وقيادة المشهد نحو التطوير.